منتديات الحب عالم
منتديات الحب عالم
منتديات الحب عالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل ما يتعلق في الحب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 روايات خطيره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
go0go0
عضو مميز
عضو مميز
go0go0


عدد المساهمات : 105
تاريخ التسجيل : 01/03/2011
العمر : 27
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001740091177

روايات خطيره  Empty
مُساهمةموضوع: روايات خطيره    روايات خطيره  Emptyالسبت مارس 19, 2011 4:19 pm

ـ العانس

جلست في شرفة المنزل تحتسي الشاي مع صديقاتها ، فبدت ملامحها متشنجة تخفي توتراً أضفى على لونها اضطراباً ملحوظاً ، فدار الحديث بينهن عن الزواج و مشاكل الأطفال ، بدت معرضة شاركتهن دون حماسة إذ سرعان ما أدارت دفة الحديث لتثير قضايا العمل و همومه و معاناته ، قالت إحداهن وهي تشتكي إهمال زوجها :
- لقد أرهقني أمس تدريس الأطفال ، فزوجي عصبي لا يصيبر على هذه المهمة
أجابت سناء و قد احتدت لهجتها :
- الرجال كلهم أنانيون ، لا يستحقون إخلاص المرأة و معاناتها .
قالت أخرى :
- ليس هذا الحكم قاطعاً ، فهناك الرجل المعطاء و هناك الأناني
أصرت سناء بغضب :
- بل كلهم هكذا ، يهملون زوجاتهم و أبناءهم بينما ينجرفون نحو نزواتهم و أهوائهم الخاصة
ثارت الضيفة الثالثة فأردفت :
- إنما من يفعل ذلك هو شواذ من الرجال وليس الغالبية يا عزيزتي
قهقهت سناء بعصبية مفتعلة :
- بل كلكن مخدوعات بأزواجكن ، لا تأمن لهم !
راقت لإحداهن الفكرة فقالت :
- كلامك صحيح .. يجب أن ننتبه إلى أزواجنا .. ربما الروتين و الرتابة يدفعهم إلى الخيانة
قالت سناء :
- لفرط ما سمعت بهذه الخيانات .. كرهت و الزواج و نبذت الرجال !
تنهدت إحدى الصديقات متبرمة :
- ماذا نفعل ؟! فالزواج شر لابد منه .
أردفت سناء و هي تحدق بهن :
- هيا تناولن الفطائر فقد أعددتها خصيصاً لكن .
قالت إحدى الصديقات و هي تقضم فطيرتها :
- إنك فتاة مثالية يا سناء ، أين عيون الرجال عنك ، فأطباقك لذيذة ، و بيتك مرتب و نظيف ، لا يقصك شيء ..
امتعضت سناء ساخطة كأنها تندب حظها :
- بل ينقصني الكثير يا عزيزتي ، ينقصني الوجه الجميل الذي يجذب العرسان ، ينقصني الجسد الرشيق الذي يشد إلي الرجال ، أبدو في ثوبي هذا كشجرة الجميز الضخمة .
ضحكت الصديقات و عرفن أنها مزحة جريحة تخرج من فؤاد سناء بحزن و أسى لأنها تبكي من الأعماق ، فمزاحها يتحول أحيانها يتحول أحياناً إلى قطرات نازفة من الألم تسكن جرحها المزمن ، سنوات طويلة لم يطرق بابها خاطب أو طالب قرب ، تعيش مع جدتها في هذا البيت الكبير ، إذ تخطت الثلاثين بسنوات و حلم أنوثتها قد تبدد و أمالها كفتاة قد ذوت ، لم يعد أمامها الآن سوى السراب أصبح الليل بسواده هم كبير يطبق على صدرها كالشبح المخيف ، و نهارها انتظار طويل لومضة أمل أوشكت أن تغفو على مر السنين
في سنواتها العشرين كانت تشتعل حماسة و تتدفق حيوية ، احترقت لتعطي صباها بحب و إيثار دون أن تقصد في ذلك أو تخطط لمستقبل موعود إنما هكذا أحبت أن تعطي و ترضخ لواقعها بانبساطية و تلقائية تجد فيها راحة و سكون ، لكنها الآن تقف في حيرة من أمرها فثمة احتياجات نفسية تثور داخلها و تغزو صحتها ، إنها تحاول أن تقفل المنافذ على نفسها حتى تعايش حياتها كما كانت . ماذا تريد ؟! ماذا ستفعل غداً؟ نظرات جدتها المشفقة تستفزها لتصرخ ، ماذا وراءك ؟ ألست الآن مديرة في عملي ، لي منصب كبير ، و راتب ضخم ، لم كل هذا الإنكسار الذي أصبح كالسكين في خاصرتي ؟ أرجوك يا جدتي . كفي عن هذا الهراء !
تفهم الجدة لواعج حفيدتها و حرارة قلبها ، تفهم أمنياتها في بناء أسرة متعذرة و لفتات الناس المريبة تغيظها ، تفهم أمنياتها في بناء أسرة متعذرة و لفتات الناس المريبة تغيظها ، فكل أفعالها الغاضبة تعلل بعنوستها ، و تصرفاتها المتذبذبة تعزى إلى إحساسها بالوحدة ، و كأن كل المتزوجات ساكنات و ديعات لا يغضبن ، لا يصرخن ، إنه منطق سخيف يحاصرني الناس به ، هكذا بدت سناء مضطربة تصارع الزمن لتنكر حقيقة دفينة تصرخ في كيانها كنبع شلال متدفق ن لكن الواقع بعفويته يفرض عليها نمطاً و سلوكا
ً حاداً ، فالصغيرات اللاتي حولها قد تزوجن و أنجبن ، كل موظفاتها كسولات ، يتغيبن عن العمل ، يهملن واجباتهن ، فتصرخ بغضب (( إن مسيرة العمل المتعثرة بسبب كسلكن )) الظروف الأسرية ، الأزواج ، الأولاد . أسباب واهية تقطع الطريق عن العطاء المستمر .
تشتكي الموظفات من تعسف المديرة سناء و قسوتها و عدم إحساسها بالمعاناة الإنسانية ، إنها عانس حاقدة ، هكذا يصفنها و هن غاضبات .
أروع أيامها ، يوم الخميس حيث تجتمع مع صديقاتها الحميمات في شرفة المنزل لتناول الشاي ، إنهن يفهمنها و يستوعبن طباعها الحادة ، و يتوقعن ردود أفعالها
لكن لأحاديثهن مذاق مر بدأت مرارته تلسع مشاعرها ، فأخذت تتعلل بالتعب و الإرهاق لتتملص من هذه الأمسيات ، فضقن صديقاتها ذرعاً من هذه الأعذار ففهمن أنها استغنت عن هذه الصداقة . فبردت عرى المحبة بينهن مع الأيام ، فوجدت سناء نفسها وحيدة تلتهمها مشاعر الوحشة و الغربة ، تقف مذهولة أمام مرآتها لتجد عينيها و قد ضاقتا أكثر من قبل و أنفها الأفطس بدى مزعجاً للغاية ، و وجهها الكبير الذي حفرت آثار الندبات فوق مساماته فغدا منطفئاً قاسياً ، لا يحمل ملامح الطيبة و الرحمة ، تود لو تحطم المرآة و تتأمل وجه جدتها الجميل الذي يقطر نعومة و عذوبة رغم كبر سنها ، و لمعة صافية مشربة بحمرة و تتساءل في سرها لم أبت عليها الأقدار أن ترث جمال أمها و جدتها ، إنها نسخة طبق الأصل من أبيها المرحوم ، بلونه الشاحب ووجهه الكبير ، و فكه العريض ، ملامح رجل عنيف و جسد ضخم ممتلئ لا يحتمل الثياب الرقيقة ، فارتدت البنطلون و الجاكيت لتحمي نفسها من نظرات السخرية المختلسة .
فكرت مراراً في إجراء عملية تجميل ، إذ سمعت عن هذه العمليات و النجاحات الباهرة التي حققها الجراحون ، و استشارت في هذه القضية لكن الأصوات كلها تصرخ ( لا ) فعدلت عن هذا القرار فأمامها مشكلة أخرى ، الزمن الذي يأكل أنسجتها و عروقها و يتغلغل في شرايين جسدها و يطويها تحت جناحيه القاسيين دون رحمة ،فقد بلغت سن الأربعين و عيناها تدمعان حينما تلحظان تلك الشعيرات البيضاء المتسللة في سواد رأسها و خطوط غزيرة تحفر عنوان الزمن المر حول عينيها ، إنها مستاءة . و جدتها تكبت حزنها الدفين خشية أن تثير غضبها و استيائها ، فسناء صارت مرعبة ، مخيفة ، تصرخ حتى تكاد عروقها المنتفخة في رقبتها أن تتمزق ، حتى الخادمات لم يسلمن من ضربها العنيف ، فهربن من البيت ، التفاهات الصغيرة تحولت إلى جرائم تستحق عقوبات قاسية !
قد تضخم الطغيان في ذاتها ، و إحساسها بأنوثتها قد تنكرت له ، إذ أنها استعذبت طعم الرجولة في سرها و تشبهت بهذا المظهر ، و كرهت في أعماقها كل الرجال ، إنها تحقد عليهم جميعاً فهم سبب الخيانة و الظلم و الفساد ! ماذا عساها أن تفعل الآن ؟! من يطيق هذه الشخصية الجديدة التي يلعنها الموظفون و الموظفات و الأهل و الجيران ، لسانها السليط ، نظراتها القاسية التي تغرسها في الصدور ، مزاجها الحاد الذي يلهب إحساس جدتها بالتجريح و المهانة .
انتقدت النساء ومجالسهن الفارغة ، و اهتماماتهن التافهة ، و أدمنت على محاربتهن و تجريحهن بالنعوت الجارحة و الأوصاف القبيحة ، حتى حدثت مواجها عنيفة بينها و بين جدتها .
قالت الجدة غاضبة :
- ما كان لك أن تجرحي أم حسين لأنها حملت مرات عديدة !
أجابت ساخرة :
- إنها ماكنة تفريخ ليس إلا !
- أرجوك يا سناء لا تحرجيني أمام الناس ، تلك النسوة أهلنا و أحبتنا و أنت فتاة مثقفة و ناضجة تفهمين معنى احترام الناس !
عنفت جدتها بشدرة :
- إذن دعك مع هذه الشرمذة المتخلفة و لا تطالبيني بتوصيلك إليهم .
حاولت الجدة أن تتماسك :
- لا .. يبدو أنك غير طبيعية !
صرخت سناء بغيظ :
- نعم لست طبيعية ! خذيني إلى مستشفى المجانين لترتاحي مني !
ذهبت سناء إلى غرفتها ثائرة ، عنيفة ، و خبطت الباب بقوة أفزعت من في البيت ، قلقت الجدة كثيراً ، و أصبحت سناء هاجسها الأوحد ، فما تعانيه هذه الفتاة تعرفه الجدة و تفهمه كامرأة لها خبرتها في الحياة . لقد اشتكى الناس من طباعها الفظة ، فهناك الكثير من الفتيات اللاتي لم ينعم الله سبحانه عليهن بالزواج ، تكيفن مع واقعهن بصورة سوية و ألفن الناس بتلقائية ، و قد يقاسين المرارة و الوحدة سراً لكنهن في العلن يتصرفن بأدب و كياسة ، و إلا هذه الفتاة التي أكلتها نار الحسد من أية فتاة جميلة أو متزوجة و لها أولاد . تنتقص من الأخريات بصورة جارحة ، فتصف الجميلة بالغبية و تلك المنجبة بالأرنبة ، وأخرى بالمغفلة ، نساء يأسرهن رجال جلادون !
لكن ، لم يقترب أحد إلى عمق هذا الغول المتوحش ، تلك الشخصية التي تقود موضفيها بخشونة و صلابة مخيفة إلى حد جعلت العمل يسير بدقة شديدة الخوف و الرهبة التي أشاتها في نفوس العاملين معها ، أثارت في قي قلوبهم الأحقاد الحمراء ، و الدعوات الصارخة عليها كل صباح لما في سلوكها من ظلم و تعسف . فسياستها فاشلة ، و اسلوبها جاف ، و الموظفات بدأن يتسربن من بين يديها و هيمنتها ، و ينتقلن إلى أقسام أخرى ، عمت الفوضى بعد دقة العمل و نظامه ، لقد طفح الكيل ، وصلت الشكاوى و حالة التذمر إلى كبار المسؤولين ، فالإنتاج لم يعد كسابق عهده ، و التقارير كلها تشير إلى اضطراب العمل ، و حالة التذبذب تشير إلى سوء القيادة و التنظيم ، فجاء قرار و زاري بتجميدها !
تنفس الجميع الصعداء ، و استراحت النفوس و استرخت الأعصاب المشدودة ، لكن لعناتها المحمومة أضحكتهم و أبكتهم في نفس الوقت . ثارت ثائرتها خرجت من مكتبها لتستكشف حقيقة الأمر ، فلم تجد لصوتها أذن صاغية ، بل وجوه مكفهرة ، و نفوس معرضة ، فأكلتها الوساوس و الظنون ، فما حدث لها مؤامرة من الحاسدين و الحاقدين ، هاجت كالطير الجريح و صالت و جالت فلم تصل إلى نتيجة ، و لم تقطف ثمار جهدها في استرداد قيادتها ، تعذبت حتى ذوت قواها ، و أرخت حبال أعصابها المشدودة بعد أن بلغت ذروة الانفجار . استسلمت إلى حقيقتها المرة فحبست نفسها في دوامة من الحزن و الكآبة ، و لبست حولها قشرة يابسة تحميها من هزيمتها النفسية في استرجاع كرامتها المهدورة .
تركت الحياة ، و أدمنت على غربة الليل الحزين ، كانت تجلس صامتة فوق سريرها البارد ، تناجي الظلام ، تضع وجهها بين كفيها في يأس صامت ، و استسلام مميت ، لا تأكل ، لا تشرب ن لا تتنفس ، شعرها الأشعث ينسدل على كتفيها بتمرد ووحشية ، مقبرة قد حفرتها غي غرفة النوم ن تحجرت مقلتيها و يبست مآقيها ، لأنها ظلت تحدق في الظلام دون أن تتعب فما في قلبها ينزف بقوة ، فلم يسبق لعينيها قطرة دمع ، ترطب فيها هذا الحزن ليتنفس .. ليعبر عن خلجاته الدفينة ، ونبضاته الوجيعة ، فخل هذا الباب الموصد ، إنسانة تحترق ، و تكتوي بنار الإنتظار و الترقب للموت ، بينما الجدة المسكينة قد داهمها المرض بعد أن أتعبتها تلك الإبنة المضربة عن الحياة و الطعام ، تطرق الباب عليها كل يوم فلا من مجيب ، تختلس النظرات من ثقب الباب فتجدها جالسة القرفصاء . صمت مطبق في سماء هذا البيت ، تخرج سناء إلى الحمام و كأنها تمثال من الشمع تحركه يد القدر دون إرادة ، لا تبدو عليها انفعالات أو علامات ، بل جمود قاس ، ووجه عابس ، وقلب يحتضن بين جنبيه مرارة تكابدها صاحبته بصمت .
اتصلت الجدة بصديقة سناء الحميمة ، لتحدثها بالقصة كاملة حتى اقتنعت بضرورة عرضها على طبيب نفسي ، فقد مضى على حالها أيام و أسابيع و لم تجد هناك ثمة بارقة نور تضيء روحها لتحيى .
اقتربت ناهد من باب سناء ، تطرقها طرقا حانياً مستحثة لحجتها بعذوبة و طيبة ن و بعد محاولات عدة فتحت سناء الباب ، كانت تبدو كالشبح المخيف ، ذابلة ، مرعبة ، احتضنتها صاحبتها برفق و لين ، حاولت أن تسقيها بعضاً من العصير ، فشفتاها ذابلتان ، قد ضلتا الطريق عن الطعام و الشراب ، ترفقت بها صاحبتها الذكية و نصحتها بصوت الإيمان و الدين فوجدت فيها ميلاً خفيفاً إلى التجاوب و الانفعال
فأخذت تشرب الحساء والعصير ، لكن قلبها ما زال معرضاً عن الحياة ، نافراً عن العمل و النشاط ، رافضاً كل معاني التجاوب و الانفعال مع الآخرين .
أحست صديقتها (( ناهد )) أن مهمتها شاقة جداً ، فأقنعت صاحبتها أن ما تفعله حرام ، بل هو نوع من الانتحار يعاقب عليها دين .
تنهدت سناء و هي تشفق على نفسها :
- لا أدري ماذا أفعل ؟ ليس لي رغبة في فعل أي شيء ، كرهت نفسي ، كرهت جدتي ، كرهت هذا البيت البارد ، كرهت حياتي الفارغة .
ابتسمت ناهد لتزيح عن وجهها هذا الوجوم و تضفي جواً من المرح على أجواء الحوار ، فلعل إفضاء صاحبتها بما تعانيه يخفف من آلامها فاستحثتها على الكلام ..


اجترت سناء أنفاسها بصعوبة ،و راحت تشهق كمن يجر من قلبه حسرات ثقيلة فانفجرت بنوبة بكاء حادة ، مريرة .

احتضنتها ناهد بحنان وهي تقول مخففة نها حدة التوتر :

- ما رأيك لو تقابلين الدكتور حسين استشاري نفسي ، سيساعدك في تخطي هذه المحنة ؟!

انتفضت سناء

- لا .. أنا لست مجنونة لأفعل ذلك

احتوت ناهد الموقف بهدوء قائلة :
- إنه استشاري في الإراد النفسي ، و أظنك في حالة نفسية متأزمة ، تحتاجين إلى مشورته ، في العام الماضي أخذت و لدي إليه لحل مشكلته
فلا تتحرجي من هذا الأمر .

صمتت سناء و كأنها اقتنعت بالفكرة .. بعد تردد فاستطردت بعد تفكير :
- سأحاول .

بدت ناهد على يديها مشجعة

- قرري و افعلي ، سآخذك إليه غداً مساءً .

استراحت الجدة ، و هدأ بالها ، و رفعت كفيها إلى السماء شاكرة ربها ، داعية الله عز و جل ان يشفي ابنتها من هذا المس الشيطاني .

و في مساء اليوم التالي رافقت سناء صاحبتها ناهد ‘لى عيادة الدكتور .

و بعد انتظار طويل دخلت سناء إلى الغرفة .

في عيادة الدكتور :

بادرها الدكتور بالسلام و التحية و قام من كرسيه ، و جلس و راء طاولة مستديرة ، ليكون بالقرب من سناء ، رفع يده إلى ألى و قال اقرأي
العبارة التي أمامك .

(( إن لله عباداً اختصهم بحوائج الناس ، يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله )) .

بكت سناء عند قراءتها للعبارة .. استمرت بالبكاء .
صمت الدكتور .

سناء :
- أين أولئك الناس الذين ألجأ إليهم يا دكتور ، هذه مثالية .

الدكتور :
- إنهم معك و حولك و لكنك لا ترينهم ، (( لولا دفع الله الناس بعهم ببعض لفسدت الأرض و الله ذو فضل على العالمين ))

أخذت سناء نفساً عميقاً و قالت (( لا أعرف ما أصابني ، سئمت من الحياة يا دكتور ))

قال الدكتور :

(( و لا تيأسوا من روح الله و من ييأس من روح الله فأولئك هم القوم الكافرون ))

سناء :

- إني آمل يا دكتور أن أجد حلاً لمشكلتي .

الدكتور:
- الحل بيني يديك و لكنه يكمن في تخلصك من التوترات التي تتحكم في جسمك و تفكيرك .

سناء :
- و كيف يتم ذلك ؟
الدكتور :
- كلما تخلص الإنسان من الاحساسات و التوترات في جسمه كلما استطاع ان يفكر ملياً و يهتم بنفسه أكثر و ينظر إلى من حوله نرظرة شمولية
فما رأيك بأخذ جلسة استرخاء؟

سناء :

- نعم يا دكتور إني بحاجة إلى هذه الجلسة.

الدكتور :
استلق على هذا الكرسي المريح و اسمتمعي الى التعليمات التي من شأنها أن تقلل من الاحساس بالتوترات في جسمك .
امضي عينينك ، و ركزي انتباهك إلى ذراعك اليسرى ، اغلقي راحة دك اليسرى ، ركزي كل انتباهك الآن على ذراعك اليسرى (( الذراع
اليسرى بشكل خاص )) ، اغلقي راحة يدك اليسرى ، اغلقيها بإحكام و بقوة .

لاحظي أن علات يدك الآن و عضلات مقدمة الذراع اليسرى تنقبض و تتوتر و تشتد .

انتبهي إلى هذا التوتر و الشد .. لاحظيه !

الآن اتركي هذا ، افتحي يدك اليسرى و ارخيها و ضعيها على مسند الأريكة .

لاحظي الفرق بين ما كانت عليه من شد و توتر و ما هي عليه الآن من استرخاء .
اصمتي لعشر ثوان فقط .

- كرري هذا التمرين . .اغلقي راحة يدك اليسرى بإحكام و قوة ، و لاحظي التوتر و الشد من جديد ، ثم اتركي هذا كله ، افتحي يدك اليسرى
و دعيها ي وضعها المريح و لاحظي ما كانت عليه من توتر و ما هي عليه من استرخاء .

لنتجه الآن إلى يدك اليمنى .. اغلقي راحة يدك اليمنى بإحكام ، و لاحظي التوتر في اليد اليمنى و الذراع .

اصمتي لخمس ثوان .
الآن استرخي ، استمري في وضعك المريح و ارخي يدك اليمنى . لاحظي الفرق بين ما كانت عليه من توتر و ما هي عليه الآن من شد وتوتر.

ارخيها و اتركيها في وضع مريح ، و افردي اصابعك باسترخاء .

لاحظي أن هناك تنميلاً و ليناً قد بدآ ينتشران في ذراعيك اليمنى و اليسرى . كلتا ذراعيك الآن قد بدأت تسترخي و تسترخي ، الآن سنتجه إلى
راحة اليد ، إثن راحتيك كلتيهما إلى الخلف غلى أن تشعري بالشد و التوتر في المعصم و ظهر اليد ، لاحظي هذا التوتر .

الآن استرخي و عودي بمعصميك إلى و ضعهما المريح ، و لاحظي الفرق بين التوتر و الاسترخاء ، افعلي ذلك لمدة عر ثوان ، ثم كرري هذا مرة أخرى
افردي معصمك إلى الخلف ليكون الشد في مقدمة الذراع و خلف راحة اليد ثم استرخي و ارخي معصميك ، عودي بهما إلى وضعهما المريح .

دعي نفسك على سجيتها ، و اشعري باسترخاء أكثر و أكثر .

- سننتقل الآن إلى الكفين ، اطبقي بإحكام كفيك ، و اثنيهما في المقدمة في اتجاه الذراعين إلى أن تشعري بتوتر عضلا أعلى الذراعين ،
في ذلك الجزء الممتد من الرسغ حتى الكوع .

حاولي أن تلاحظي التوتر و أن تشعري به ، الأن استرخي ، اسقطي ذراعيك إلى جانبيك ، و لاحظي الفرق بين التوتر السابق في علات الذراع
وما هي عليه الآن من الاسترخاء النسبي الذي تشعرين به.

(( عشر ثوان صمت )) كرري هذا مرة أخرى .

اقبضي الآن كفيك بإحكام و اثنيهما في تجاه الكتفين محاولة أن تلمسيها بقبضتك ، توقفي و اسقطي ذراعيك و استرخي .

ستشعرين بالتناقض بين التوتر و الاسترخاء .
دعي تلك العضلات على سجيتها أكثر فأكثر (( لمدة عشر ثوان ))

- الآن سنتحول إلى الكتفين ، ارفعي كتفيك كما لو كنت تريدين لمس أذنيك بكتفيك .

لاحظي التوتر الذي يظهر في الكتفين و في عضلات الرقبة ، لاحظي هذا التوتر .
توقفي الآن .

استرخي و عودي بكتفيك إلى وضع مريح ن دعي عضلاتك على وضعها الطبيعي أكثر فأكثر .

لاحظي من جديد الفرق و التعارض بين التوتر السابق و الاسترخاء الذي بدأ ينتشر في الكتفين (( عشر ثوان ))

كرري هذا الأمر مرة أخرى .

سنذهب الآن إلى عضلات الوجه ، عليك أن تغمضي عينيك أو تجعدي جبهتك إلى أن تشعري بأن عضلات الجبهة قد اشتدت و إن جلدها قد تغصن

الآن استرخي ، ارجعي بعضلات الجبهة إلى وضعها الطبيعي ، ارخيها أكثر فأكثر لمدة عشر ثوان .. كرري التمرين مرة أخرى .

لاحظي التوتر في منطقة الجبهة و أعلى العينين ، الآن إرخي الجبهة ، استرخي بعضلاتها .

و لاحظي من جديد التعارض بين التوتر و الاسترخاء (( عشر ثوان ))

الدكتور :
- سنذهب الآن يا سناء إلى العينين

إغلقي عينيك بإحكام و قوة حتى تشعرين بالتوتر الذي سيشمل المنطقة المحيطة بالعينين و بالعضلات التي تحكم حركات العينين ( لمدة خمس ثوان )

الآن دعي تلك العضلات على سجيتها في وضعها المريح ( 10 ثوان )

ٌٌٌٌٌ- الآن نتجه إلى الفك و الأسنان ، اطبعي فكيك و أسنانك بإحكام كما لو كنت تعضين على شيء ما ، لاحظي التوتر في الفكين ( 5 ثوان ) والآن
دعي فكيك و استرخي و دعي شفتيك منفرجتين قليلاً ..

لاحظي التعار بين التوتر و الاسترخاء في منطقة الفكين ( 10 ثوان )

مرة أخرى إطبقي الفكين ، لاحظي ما فيهما من توتر ( 5 ثوان ) ، الآن دعي ذلك و اتركي نفسك على طبيعتها و استرخي أكثر فأكثر
(10 ثوان )

- الآن اتجهي نحو شفتيك ، اضعطي كل منهما على الأخرى بإحكام ، اضغطي كل منهما على الأخرى بكل ثقلك و لاحظي التوتر الذي بدأ ينتشر حول
الفم ، الآن استرخي وارخي عضلات شفتيك ، و دعي ذقنك في وضع مريح

مرة أخرى اضغطي على شفتيك ولاحظي التوتر المحيط بالفم ( 5 ثوان )
لاحظي كيف أن تلك العضلات قد بدأت تتراخى بد هذا الشد و الاسترخاء المتوالي .

الآن كلتا يديك ووجهك و ذراعيك و كتفيك و مختلف عضلاتك جميعها مسترخية في وضع هادئ و مريح .

- لنذهب الآن إلى الرقبة ، اضغطي برأسك إلى الخلف على المساحة التي تستند إليها .

إضغطي غلى أن تشعري بتوتر في خلف الرقبة و الجزء الأعلى من الظهر بالذات

استمري بذلك .
الآن ، دعي هذا و ارجعي برأسك إلى وضعه المريح .
حاولي أن تلاحظي الفرق بين التوتر و الاسترخاء العميق الذي عليه الآن ، استمتعي بذلك أكثر فأكثر و قولي
(( أنا الآن في وضع مريح ، هادئ ، مسترخي ))

خذي نفساً عميقاً ، عميقاً ، عميقاً

الآن مدي راسك إلى الأمام كما لو كنت ستضمين ذقنك إلى صدرك ، لاحظي التوتر الذي سيحدث في الرقبة
الآن استرخي .

دعي كل هذا ، و استرخي على طبعيتك ( 10 ثوان ) كرري لك ( 10 ثوان )
- الآن عضلات الجزء الأعلى من الظهر ، قوسي ظهرك ، قوسيه كما لو كان صدرك سيلتص ببطنك .

لاحظي التوتر في الظهر، خاصة الجزء الأعلى .

الآن ، استرخي ، عودي بجسمك غلى وضعه الطبيعي ، و مدي ظهرك في وضع مريح على الأريكة .
لاحظي الفرق بين التوتر السابق في الظهر و الاسترخاء الحالي ( 10 ثوان )

مرة أخرى كرري التمرين و لاحظي التوتر المستثار ( استمري قليلاً 5 ثوان ) عودي الآن بعضلات ظهرك إلى وضعها المسترخي و اتركي
كل شيء على طبيعته (10 ثوان )

- الآن يا سناء خذي نفساً عميقاً ، شهيقاً عميقاً ، ثم لاحظي أن التوتر قد بدأ ينتر في الصدر و في أسفل البطن ن الآن استرخي و كوني على طبيعتك،
اخرجي الهواء ، و استمري في تنفسك العادي ، لاحظي من جديد التعارض بين ما عليه الآن صدرك و بطنك من استرخاء و ما كانا عليه من توتر ( 10 ثوان )

كرري ذلك التمرين مرة أخرى .

- خذي شهيقاً عميقاً و اكتميه ، لاحظي التوتر و العلات التي تتوتر ، و الآن ازفري و تنفسي بطريقة عادية و مريحة ، و اتركي عضلات الصدر و البطن
في استرخاء أكثر فأكثر كلما تنفست ( 10 ثوان )

- ننتقل الآن يا سناء إلى عضلات البطن ، شديها إلى الداخل ، حافظي على هذا الوضع قليلاً .. الآن استرخي .
دعي تلك العضلات تتراخى ، استرخي و دعي نفسك على طبيعتها ( 10 ثوان )

كرري ذلك من جديد .

شدي عضلات بطنك بإحكام إلى أن تشعري بتوترها ، لاحظي هذا التوتر (5 ثوان )

الآن استرخي ، دعي كل شيء يتراخى في عمق أكثر فأكثر و أكثر ، توقفي عن الشد و تخلصي من أي توتر في أي عضلة و لاحظي التعارض
بين التوتر و الاسترخاء ( 10 ثوان )

- افردي الآن ساقيك و ابعديهما بقدر ما تستطيعين ، افرديهما حتى تلاحظي التوتر المستثار في منطقة الفخذ ( 5 ثوان ).

الآن استرخي و دعي ساقيك تسترخيان .

لاحظي الفرق من جديد بين التوتر السابق للفخذين و ما هما عليه الآن من وضع مريح ، و اسرتخاء محسوس (10 ثوان )

كرري ذلك من جديد .
الصقي ركبتيك ، ابعدي رجليك بقدر ما تستطيعين حتى تشعري بتوتر شديد في الفخذين ( 10 ثوان )
الآن استرخي ، ارخي عضلات جسدك ، دعي كل الأعضاء على طبيعتها .

- سنتجه الآن إلى بطن الساق ، حاولي أن تشدي عضلاتها ، اثني قدميك إلى الأمام في اتجاه الوجه .
انتبهي إلى أنك عندمنا تثنين قدميك في اتجاه الوجه ستشعرين بالشد و التوتر و الانقباضات العضلية في بطن الساق و في القصبة على السواء

الآن استرخي .
ارجعي بالقدمين إلى وضعهما السابق ، ثم احظي الفرق بين الشد و الاسترخاء (10 ثوان ) .
اثني قدميك إلى الخلف باتجاه رسغ القدم ، محاولة أن تجعلي أصابع القدمين ممتدة في اتجاه الرأس ، و لاحظي الشد في قصبة الساقين و بطنهما ، استمري قليلاً
الآن ارجعي إلى طبيعتك ، مسترخية بكل علاتك إلى وضعها السابق .

(( استرخي ، أعمق ، أعمق ، فأعمق ))

- الآن يا سناء كل مناطق الجسم مسترخية ، مع ملاحظتك الفرق بين التوتر و الاسترخاء .

لاحظي أنك تستطيعين ان تشدي عضلاتك و أن توتريها و بالقدر نفسه تستطيعين أن تسترخي بجسمك كله ، إنك تسترخين الآن ، ثم راجعي معي الآن من أسفل إلى أعلى ..
كل عضلات جسمك إذا لم تكن مسترخي فارخيها حالاً ..

لنبدأ بعضلات القدم ، و بطن الساق ، و الرسغ ، جميعها مسترخية (5 ثوان )
ارخي عضلات الفصذين و الركبة و بطن الساق و القصبة (5 ثوان )
ارخي العجز و الردفين (5 ثوان )
ارخي البطن و أسفل الظهر و الوسط (5 ثوان )
أعلى الظهر و الصدرو الكتفين (5 ثوان )
راحة اليد و الأصابع و الذراعين (5 ثوان )
الرقبة و الزور (5 ثوان )

جبهتك مسترخية (5 ثوان )

الآن كل عضلات الجسم مسترخية و مستلقية في وضع مريح ، استمري ي هذا الوضع المريح ، و سأعد من واحد إلى عشرة ، و في كل مرة حاولي أن تسترخي أعمق فأعمق
..1،2،3،4،5،6،7،8،9،10..

جميل أنك أخذت الآن قسطاً وفياً من الاسترخاء .
و قبل أن أعد ، العد التنازلي ، تحدثي معي مالذي تشعرين به ..
10،9،8،7،6، ..

سناء وفي نبرة ودعة تقول :
- أشعر أنني في عالم آخر ..
الدكتور مستجوباً :
- وكيف ؟
تهمس بهدوء :
- صفاء ، هدوء ، كأن الحياة حلوة ، جميلة .
و يؤكد الدكتور إحساسها :
- وهي كذلك يا سناء ، فكلما كان الإنسان صافي التفكير هادئ البال ، كلما كانت الحياة حلوة و جميلة ، و لكنعلينا أن نحافظ على ذلك الجمال و أن ننظر إلى الاشراقات الجميلة فيها و الايجابيات التي تلهمنا دائماً بالسعادة و التفاؤل ، و الآن قولي لي يا سناء .. ماذات تودين أن تفعلي الآن ؟
قالت سناء :
- أرغب أن أعود الى عمليو أن أهتم بنفسي و أن أحب الناس و لا أبالي بالمنغصات ، الآن أكون مع نفسي طيعة لينة ، و أن أرى الله بنفس واثقة من رحمته حتى يكون الله معي ، سأترك كل الهموم التي تؤلمني ، ليس من شيء في الحياة يستحق أن يأخذ من تفكيراً يوترني ، سأنتقي ناسي ، أفكاري ، سأنطلق بحرية و حيوية .
الدكتور مشجعاً :
- جميل يا سناء ، حافظي على هذا الشعول الجديد لأنه سيهزم اليأس و الإحباط من نفسك ، ستجدين الحياة ملية بالآمال و التطلعات الرائعة
الدكتور :
- والآن سأعد من 5 إلى واحد و عندما أصل إلى 1 افتحي عينيك ..
5 ، 4 ، 3 ، 2 ، 1
عيناك الآن مفتوحتان ، و أنت في كامل يقظتك و في كامل نشاطك .
تجيب سناء في مرح :
- شكراً لك يا دكتور ، إنني إنسانة أخرى ، لم أشعر بلك من قبل .

وفي طريقها إلى الانصراف قدم لها الدكتور شريط كاسيت قائلاً :
- ضعيه في سيارتك، اسمعيه دائماً فهو مريح للأعصاب .

اخذته متسائلة :
- هل هو شريط موسيقى ؟

ابتسم الدكتور :
- بل سور قصار من القرآن الكريم .

و دعته و انصرفت وهي في كامل حيويتها . تذكرت الإشراقات الجديدة ، و التطلعات السعيدة ، فربما غداً أروع من هذا اليوم ، و المستقبل أجمل من الحاضر ، فالسعادة إحساس قد يصنعه الإنسان في نفسه دون أن يملك مقومات الحياة المادية ، قد أمتلك كل شيء لكني لست سعيدة ، و قد لا أملك أي شيء و مع هذا سعيدة ، ستفهم الحياة بمنظار وردي بمقاييس القناعة التي ستزرعها في نفسها . ستحب نفسها كثيراً و ستعتني بجدتها المريضة ، أول قرار اتخذته و هي في طريقها إلى البيت ، أن تبتعد عن كل الأجواء المزعجة و التي تثير غضبها ، ستتخذ لها وظيفة مريحة ، تحميها من الضغوط النفسية ،
فكرت أن تستقيل من وظيفتها الحكومية ، لتبدأ بمشروعها الذي كانت تحلم به ، مشغل خياطة ، و مطعم لصنع المعجنات ، ستحميها هذه المشاريع من غدر الزمن و عوز الحاجة ، فقد جمعت ثروة كبيرة تؤهلها لأن تتحرر من القيود و الروتين و الرتابة ، لكنها الآن تخطط للسفر ، فهي تحتاج إلى إجازة طويلة لتسترد صحتها و عافيتها .. استقبلتها جدتها بفرح و سعادة ، فقد ردت إليها الحياة من جديد و انبعثت الحرارة في عروقها الميتة ، قالت و هي تتفحص هندامها أمام المرآة :

- استعدي للسفر إلى القاهرة يا جتي ، فأنا بحاجة الى راحة و استجمام .

تهلل وه الجدة .

- حاضر سأعد الحقائب يا ابنتي .

خطوات جريئة تتخذها سناء و هي في طريق التغير و النقلاب حتى يكاد يومها ينقضي دون أن تنجز أعمالها نشاطاتها ، أخذتها دوامة الحياة و انخرطت في أعمالها الكثيرة و مشاريعها المتعددة حتى نسيت نفسها ، ونسيت أن هناك هماً اسمه العنوسة ، فهو اصطلاح يطلقه الناس حينما يسترخون على مقاعدهم في بلادة و كسل ، فللحياة ادوار و عطاءات و مواقع ، و كل فرد يكمل الآخر ، و ما قدمته سناء في حياتها أثمر ينابيعاً متدفقة من الخير و العطاء ، فتركت هذا الإطار السوداوي المسمى بالعنوسة ، و انطلقت تغرف فيوضات إبداعها فقد اشتهر مشغلها و توسعت نشاطاتها ، إذ أسست حضانة كبيرة للأطفال و أشرفت عليهم كما لو كانت أماً لهم حتى كتب عنها الصحافيون و عرفت بحبها للخير و التضحية ،
فما الذي تغير في سناء .. هل هي جلسات الاسترخاء التي كانت تأخذها عند الطبيب ، أم استعدادها الكبير لأن تتغير وتتبدل أحوالها و تتحكم في تكوينها النفسي و تشطله في شاكلة جديدة

إن الله سبحانه وتعالى يقول : (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))
لقد قتلت هذا الوحش المتطفل في أعماقها وتغلغل في شرايينها حتى شوه طباعها بطابع أسود ، بإرادتها بإصرارها ، بمعايشتها لظروف الخير و أجواء الر ، و عرفت أن الجمال كله في الخير ، و حب الناس ، وفي خدمتهم.

تذكرت مقولة الدكتور ، فيما قال لها يوماً (( أحب الناس إلى الله ، أنفعهم إلى الناس ))

تخلصت من العدوانية الشرسة و ارتدت ثياب الطهر و النقاء و الطيبة فاستكانت ملامح وهها ، و تبددت القسوة ، و توهج وجهها بنور داخلي متدفق من أعماق قلبها الصافي.
تفجرت فيها الأمومة ، ذلك الحنان المتأصل في كل أنثى ن أحسته مع أطفال الحضانة مع كل الناس .. كم هو عميق الإنسان و كبير في جوهره طالما عرف كيف يتغلغل إلى أعماق نفسه ليكتشفها عن قرب .

عادت مجالسها مرة أخرى و جمعت صديقاتها في حديقة المنزل ، و زينت الأشجار بمصابيح مضيئة بدت كحلة عروس تتلألأ في سواد الليل .. أصبحت الآن أماً ناصحة ، حنونة ، تقرأ الكتب الفكرية ، و البحوث الاجتماعية ، تبلورت الآ، شخصيتها كما لو كانت أستاذة حكيمة يلجأ اليها الناس طلباً للمشورة .

فالعنوسة ليست نهاية لأنثى ، بل هو بداية لتحدي مرحلة جديدة في الحياة و مقاومة التيار المضاد بإرادة قوية عزيمة ثابتة و الانطلاق في الحياة دون قيد اجتماعي ، و يمكن للانسان أن يتحكم في نوازعه النفسية متى أذابها في حب الآخري قد لا يكون هو البديل الأفضل ، لكنه الطريق الأسلم لرقي الإنسان و صعوده إلى الأعلى .

% نهاية القصة %
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/profile.php?id=100001740091177
 
روايات خطيره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صفات خطيره عن المرة
» ،،بالرياض شافته عيوني وباسبانيا صار مجنوني،،..<روعه روايه خطيره
» رواية نواف وريما <رواية خطيره ورومانسيه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحب عالم :: (الاقسام العامه) :: *&&% رومنسي$%%-
انتقل الى: